عام 1988، الساعة 8 صباحا
أول طابور في حياتي،الفكرة كانت غريبة،المدرﱢسة مسكتني من ايدي و وقفتني في طابور..زحمة ناس، و كانت جنبي بنت في نفس الفصل اللي راح اروح له، أصرﱠت المدرسة اني أمسك يدها مع انه كان أول يوم نشوف فيه بعض ولا أعرفها ولا تعرفني
-عام 1992،الساعة 11 الظهر تقريبا
تحديثات في مطعم المدرسة اجبرتنا اننا نوقف طابور، كان فيه مسارات محددة بأعمدة معدنية ..كل اللي أتذكرة و ممكن اقوله هو انها كانت فكرة غبية، يمكن فكرة غبية انك تحاول تخلي ناس جوعانين يوقفون طابور..ياما انحشرت بين ناس اكبر مني حجما(( هم في المتوسط و انا كنت ابتدائي)) و بين السيخ الحديد..اااااي
-عام2000،الساعة 6.30 مساء
أول سنة لي في الجامعة، و أول مكافأة اروح اصرفها. رحت أقرب فرع للبنك الأمريكي ، كان طبور طوييييييييل، صحيح أعوج و مايل بس اسمه طابور. بعد انتظار و لما اخيرا وصلت للموظفة و عطيتها شيكي، قالت لي - بامتعاض و احتقار شديدين- : ((شيك مكافأة؟!!)) ، و حسيت انها ودها تولع فيني. مين اللي واقف طابور و تعبان فينا؟غير انه شغلها انها تصرف اي شيك مهما كان ((تافه)) بالنسبة لها
-عام 2003،الساعة 9.30 مساء
في التميمي بعد ما اشتريت شوية أغراض، و واقفة بالعربية في الطابور و يجي واحد حامل سلة خفيفة مافيها غير شي ينشرب و فطاير و يوقف -بكل ثقة- قدامي بدون حتى ما يطالع فيني، ولما قلت له انه أنا بعد الأخ اللي يحاسب رد عليّ : ((هاتي رجال أكلمة..ما أكلم حريم))
-عام 2005،الساعه 9.30 صباحا
في مبنى الدراسات العليا، بعد انتظار دام ساعتين و ثلث ((بدون اي مبالغة)) في طابور بدون شخصيه، ما تعرف اوله من اخره ولا حتى متأكدة اذا تنطبق عليه مواصفات الطابور- اذا كان فيه مواصفات-
اخييييييرا فتحت الموظفة باب مكتبها بعد اكثر من ساعتين، مافي داعي أقول لكم انها كانت تنجز مهمة عظيمة هي و زميلاتها بالداخل، كانوا يحاولون يخلصون صحن البيتيفور و ينشفون الدلة لآخر قطرة فيها، و كله في خدمة الوطن طبعا..ما راح نزايد على وطنية أحد هنا
كنت أول وحدة في وجه الباب و من القلة القليلة اللي صمدوا في الطابور طول الساعتين..فجأة و أول ما انفتح الباب صاروا كل اللي كانوا جالسين على الكراسي و داخل القاعات المكيفة عندهم ظروف و من حقهم أنهم يدخلون قبلي
-عام 2006،الساعه 10 صباحا
رحت البنك – ولظروف معينة دخلوني غرفة خدمات سامبا الذهبية- و كان فيه 3 سيدات(( جالسين))..قلت لنفسي: ممتاز يا بنت ، راح تصيرين انتي أول وحدة في الطابور،و طابور من 4 أشخاص بس..ولا احلى..
كانت مثل ما يقولون
too good to be true
المرة الوحيدة اللي اتمنيت و اشتهيت اني اوقف فيها طابور ، كنت متفائله، بس للأسف طلعوا أخواننا و أخواتنا اصحاب البطاقة الذهبية ما يوقفون طوابير اصلا !!شغلك يخلص و انت جالس و مرتاح!!و معاها فنجان قهوة كمان!!
مستحيل...تجاربي السابقة تقول لي انه أكيد فيه شي غلط
6 comments:
بعد الشرفة الطابور. احييك يا دكتورة بشدة. تجاربي مع الطابور مؤلمة جدا في البلا العربية...وكلها تتشابه
وكل مرة اجد من يخرج الي قائلا ان علي ان اكون من الصابرين لان الله مع الصابرين..واجدني اسأل نفسي وهل من الصبر ان اقف في انتظار فراغ السيد الموظف الذي لا اشك انه يؤدي خدمة جليلة للوطن وللانسانية المعذبة حين يفطر في اوقات العمل الرسمية
ثم يأتي احدهم ويقف بكل تبجح امامي او امام من هو امامي ويقول لامؤاخذة اصلي مستعجل؟؟
وكأننا كلنا نقف في الطابور لمتعة الوقوف وتمضية النهار في طابور
ربنا يصبرك يا دكتورة...اصبري ان الله مع الصابرين!!!مش كده والا ايه؟
انا بقيت مدمن التدوينات بتاعتك
نقف في الطابور لمتعة الوقوف..ضحكتتني
:P
طيب قد احد قال لك ((أعوذ بالله منك)) ؟؟
مره و أنا في طابور هلامي لما طلبت من اللي قدامي في الطابور انها تبطل شهامة و بلاش تدخل ناس قدامها لأنه في النهايه أنا كمان متضرره و عمري ما راح أوصل للشباك على هالحالة ، ردت علي ب ((أعوذ بالله منك))..عادي
مالي غير الصبر..ههههه
بالنسبة للطابور في ذاته ومتعة التطوبر اي الوقوف في الطابور فهناك كتاب ممتع حقا اسمه
The decline & fall of practically everybody
by will cuppy
It is available on amazon by the way.
في فصل عن بناء الاهرام يقول ان السير فلاندرز بتري وهو عالم مصريات شهير يرى ان بناء الاهرام تم بدون سخرة وان الناس كانت تفعل ذلك عن حب واقتناع اي تعمل في بناء الاهرام...ويعلق في هامش قائلا: هواية سير
فلاندرز بتري المفضلة والتي يمارسها بحب واقتناع شديدين
هي المشي حافيا على رماء صحراء ساخنة في عز الشمس ودرجة الحرارة تتجاوز الاربعين درجة مئوية و هو يجر حجرا وزنه اكثر من طنين....ثم يكمل في هامش على الهامش قائلا
والمغفل يظن ان كل انسان يحب هذه الهواية!!!كتاب جميل وساخر ومضحك
ويبدو ان بعض الناس هوايتها التطوبر اي الوقوف في الطوابير لساعات
وتظن ان كل الناس تعشق هذه الهواية الجميلة...عندي اقتراح لو حدث ان قابلت السيدة الفاضلة التي استعاذت بالرحمن من حضرتك
قول لها:انك لسه هاوية ومش محترفة طوابير وانك مبتلعبيش في المنتخب اللي رايح بطولة العالم الطابورية ومش محتاجة تتمرني ودي آخر مرة تعكري عليها تمارينها
تحياتي يا دكتورة
والصبر مفتاح الفرج
اسامة
يعني 18 سنه
ومازالت الأحوال مكانك سرّ
!!!
من المحال تغيير الأحوال إذا الناس أصبحت تتعوذ من بعض
لمجرد المطالبة بالنظام لا أقل ولا أكثر
أهلا يا اسامة
شكلي راح أحاول الاقي الكتاب هنا، مع اني مانعة نفسي اني أطلع المكتبة لأن عندي مجموعة كبيرة من الكتب لسه ما بدأت فيها..اشتريتها من شهر مارس اللي فات تقريبا.. كان معرض الكتاب و الكتب متنوعة و الاسعار ممتازه
حلوة فكرة التطوبر..أكيد فيها متعة معينة احنا مو حاسين فيها، والا ليش كل هالكمية الفظيعة من الناس اللي مصرين أنهم يحافظون على طوابيرنا بشكلها الحالي و يحاربون اي حركة قد تساهم في انحلال الطوابير
sounds like we don't know what we r missing :P
يا توتي انتي لو تشوفين بس شكلها و هي تتعوذ مني، كأنها تقول لي ياللي ما فيك خير، يا قليلة الخاتمة، راح يجيك يوم أسود قريب من ورا الشر اللي فيك
بس الحمدلله اللي وقفت عند اعوذ بالله و ما بدأت محاضرة في الاخلاق و التعاون و المسلم للمسلم
أنا على صبري، مع انه يا اسامة شكله الفرج غير القفل و الصبر بطّل يفتح
تحياتي للجميع :)
قتل!!
يعني لازم أبدأ أخاف على نفسي..لأني ساعات اتهور و أعلق على غباء الطابور، بطء الاجراءات أو شطارة الموظفين
توبة يا رب
Post a Comment