Sunday, September 10, 2006

أبوي أقوى من أبوك



قبل كم أسبوع كان فيه تبادل للآراء و الأفكار- و لأشياء ثانية ألطف - بين مجموعة مدونين

الموضوع في رأيي كان بسيط و عادي جدا بس تشعب و كبر بسرعة رهيبة و تحول الى معركة من نوع ((أبوي أقوى من أبوك)) و ((احنا حلوين، و أنتم يعععع))
قليلا ما أترك اي تعليق عند غيري - ولهذا أسباب كثيرة - ، بس لما قرأت المقال قبل كم يوم اتذكرت الموضوع..وحبيت احطه هنا بدل ما أحطه تعليق في مدونة أخرى .....



أخلاق الفهم

ان أخلاق الفهم المقصودة هي عبارة عن فن العيش مع الآخرين، وتتطلب الفهم بشكل نزيه، فهم أنفسنا و فهم الآخرين، و تقديرالاختلاف، بدلا من عزل الآخرين و لعنهم، لأن هذه الآلية لا تقود الا الى تضليلنا عن فهم عيوبنا و تضخيم عيوب الآخرين، وربما اختلاقها. أخلاق الفهم تقود الى (أنسنة العلاقات الانسانية)، لا الى توحشها، وهذه الأنسنة هي (طريق التفكير الجيد)، الذي يسمح لنا بفهم الشروط الموضوعية و الذاتية للسلوك الانساني، سواء في الجانب السلبي أو الجانب الايجابي، و بالتالي اتاحة الفرصة لازالة السلبي و تأكيد الايجابي، في أنفسنا و في الآخرين. وهو شيء ضروري أن نلجأ جميعا الى هذة الممارسة الذهنية المتجلية في الفحص الذاتي، لأن فهم نقاط ضعفنا الخاصة، أو نواقصنا هو السبيل نحو فهم نقاط ضعف و نواقص الآخرين، أو بمعنى أدق تفهمنا لضعف و نواقص الغير، في اطار اننا جميعا كائنات معرضة للخطأ، هشة و غير مكتفية بذاتها، وحينئذ يمكننا أن نكتشف حاجتنا المتبادلة للفهم، وحاجتنا المتبادلة للتعاون و التراحم. فهل تعلم مؤسساتنا التعليمية ذلك؟ ...انه أمر مفيد بكل تأكيد، و محصلته في حدها الأدنى تثمر في المستقبل القريب و البعيد أجيالا لا تنقاد الى أنماط التمركز الذاتي المتعصب، ولا تنصاع لغوايات التطرف و العنف الأعمى.

ثم يقول:
ان فهم الغير يتطلب منا الوعي بالطابع المركب للانسان، و عدم اختزال الانسان في لحظة متجزأة من كيانه كله، أو توصيفه بأسوأ لحظة في ماضيه، و ما يسري على تقييم الافراد يجوز على الشعوب و الأمم، و بعبارة موجزة من أدبيات ديننا الحنيف، فان هذا يمثل منهج الرحمة و التراحم، الذي ينبغي أن نلتفت اليه كثيرا في العملية التربوية...
و من طريق آخر يمكننا أن نصل الى هذا ((الفهم)) بما يسمى((استدخال التسامح))، فالتسامح الحقيقي، و الذي لابد انه المعني في حديثنا، ليس ابدا نوعا من اللامبالاة تجاه الأفكار المختلفة، بل يعني الاقتناع و الاختيار الحقيقي لتقبل وجود الافكار المختلفة، و في هذا يقتضي التسامح الحقيقي قدرا من المعاناة في تحمل حق الآخرين في التعبير عن أفكار مخالفة لأفكارنا ، وقد تبدو لنا سيئة، وهذا يقودنا الى مستوى آخر هو صلب الديمقراطية التي تستوعب،أو ينبغي أن تستوعب، وجود أراء مختلفة و متناقضة يلتزم الجميع باحترام حق التعبير عنها . ثم ياتي المستوى الأعمق للتسامح، و الذي عبر عنه نيلز بوهر بالقول: ((ان نقيض فكرة ما عميقة هو فكرة أخرى عميقة، و بصيغة اخرى الاعتراف بثمة حقيقة، أو على الاقل حقيقة محتملة، في الفكرة الماقضة لفكرتنا))



*د.سليمان ابراهيم العسكري
جزء من مقالة بعنوان(( تعليم الفهم! معرفة ضرورية في عالم يزداد اختلافا))
مجلة العربي، العدد574-شعبان 1427-سبتمبر 2006

6 comments:

Ossama said...

على فكرة يا دكتورة مقدمتك اجمل من المقال
متقعر شوية او الحقيقة كتير
بس هو ايه اللي خلى الناس شبطت في بعض ع النت؟؟؟

SaudiDDS said...

مقدمتي اجمل من المقال!! شكرا على المجاملة

يعني أنا عن نفسي حبيت المقالة، عجبني الموضوع و كانت مكتوبة بطريقة الى حد كبير سهلة للقراء الجهلة من أمثالي، اللي ثلثين يومهم بين الكتب الطبية الناشفة و المصطلحات اللاتيني ،و اطلاعهم على هالأمور محدود نسبيا

ايه اللي خلى الناس شبطت في بعض؟؟همممم
مو شرط يكون فيه سبب عشان نشبط في بعض
we can start a fight just for the fun of it :P

أقدر اقول بدأت بشي من نوع ((شوفوا فلان ايش كتب علينا..خل نهزأه عشان لا يعيدها و يكون عبرة لمن يعتبر)) افتعل معركة شحن فيها الناس _ و فيه ناس ما يصدقون يلاقون جنازة عشان يشبعون فيها لطم_ و حشدت الجيوش لمواجهة (العدو)

المقال الاساسي اللي اثار حفيظة أحدهم كان عبارة عن رأي، و لو ما عجبني راي احد و حبيت أناقشه أو حتى اضيع شوية وقت مو أكثر..الطبيعي انك ترد على الكلام و تقول رايك انت بشكل محترم وهادي لو فعلا ناوي و حابب توصل لفهم الموقف..مو تقرر تعمل حملة بالطريقة الغريبة اللي مشي فيها الموضوع، مالها اي مبرر ..دراما مفتعلة شوية، أو يمكن انا اللي ما عندي دم و ما أحس ؟؟ يمكن كمان، كل الاحتمالات واردة

ممكن الحين يا دكتور تقول لي ليش شايف انه ((متقعر)) و كتير كمان مش شوية؟ أكون ممنوتك

تحياتي :)

Ossama said...

الحقيقة يا دكتورة المقال ثقيل الظل مكتوب باسلوب تعليمي ووعظي جدا ومن نوعية حكمة الدهر اللي كانت على ايامينا بتتكتب على صهر الكارسات بالرغم من ان الافكار مهمة عن ادراك الآخر والقبول والتحاور والتفاوض الخ الا ان الاسلوبية ثقيلة وواضح مع احترامي الكامل للكاتب انه مترجمه ا بالاحرى مقتبسه ومعربه
وبالتالي مش محوله لكائن حيوي حي
زي ما حضرتك بتعملي وحاولت اوضح ده عندي في
ردي على تعليقك
ارجو اني اكون وضحت ومن غير ممنونية يا دكتورة انتي تؤمري

SaudiDDS said...

hmmm
interesting wallahi
i didnt see that ,sounds from all of ur posts that u r into critique, same here..but a totally different kind

thanks ya dr.
:)

Ossama said...

شكرا يا دكتورة على فكرة الموضوع يتطلب فقط عين نفاذة وتذوق
يعني مثلا
ازاي عرفت ان المقال على الاغلب مترجم
شوفي المفهوم ده
(استدخال التسامح)يعني ايه؟؟
يعني
introjecting tolerance
وده مفهوم شهير جدا في كتب التربية وعلم النفس السلوكية على وجه الخصوص
طيب ازاي عرفت انه مترجمه
عشان المفهوم بدقة هو
استدماج او دمج التحمل
يعني القدرة على ادخال تحمل الآخر وليس التسامح معه ضمن المنظومة القيميةللانا
وطبعا الاسم الاخير بور وليس بوهر
وهو عالم الطبيعة النووية الشهير
ناهيك عن
ان الكاتب اختار عنوان هو ايضا ترجمة
لمفهوم
Ethics of Understanding
والترجمة الادق في رايي هي اخلاقيات التفهم
وليس هذا تقليلا من المقال ولا الكاتب ولكن لتوضيح كلامي يا دكتورة

SaudiDDS said...

interesting

i can't add any thing here cuz i know NOTHING about this

ما درست ولا أعرف اي شي عن نقد اي شي في غير مجال دراستي

و عن الترجمة الأدق..أنا فاشلة في العربي و عندي صعوبة اني أركب جملة كاملة بلغة سليمة واسلوب جيد(( لا عربي ولا انجليزي الحمدلله))..فانه أحد يكتب ثلاث صفحات بالعربي ، هذا انجاز لوحده..من جد يا حظهم الناس اللي متمكنين من اللغة- يا بختك يا عم_

لي فترة أحاول أكتب شي عن أخلاقيات العمل (( على طاري اخلاقيات التفهم)) بسبب حادثة حصلت في العيادة ايام ما كنت طالبة

بس ما مشي الحال الى اليوم

شكرا كمان مرة.. دايما عندك شي تضيفه و تخليني أجلس أفكر فيه

سلام :)